الفودو هو نوع من أنواع المخدرات الاصطناعية، ويقصد بقول اصطناعية، أنها ليست مُخلَّقة من نبات القنب المخدر، بل مصَنَّعة لتعطي نفس التأثير الذى يقوم به نبات القنب المخدر ولذلك ينتمى مخدر الفودو إلى عائلة الحشيش والماريجوانا، ولكنه يزيد خطورة عنهم، لأنه يدخل في تركيبة مواد شديدة الخطورة ، مثل (الأتروبين، والهيوسين، والهيوسيامين)، حيث يتم حقن الأعشاب بهذه المواد وهى فى التربة. هذه المواد تقوم بتخدير الجهاز العصبى، وتتحكم به لتفقد الجسم اتزانه.
يتَّسِم “الفودو” باللون الأخضر الفاتح ويتم تعاطيه عن طريق التدخين. عندما ينتهى تأثير “الفودو” تزيد الهلاوس السمعية والبصرية التى يشعر بها المتعاطي، ويُعتبرْ تأثيره أسرع من الهيروين.
يعمل الفودو على الوصول إلى مركز مخ الإنسان بشكل مباشر، و ذلك بفعل ما يحتويه مخدر الفودو من مواد كيميائية قاتلة، و بما أن التأثير المباشر للفودو يكون على مركز مخ الإنسان فإن إدمان هذا المخدر أمر سهل وبسيط وذلك على كل من يقرر تعاطي ذلك المخدر ولو لمرة واحدة على سبيل التجربة، لما له من القدرة والسيطرة على مراكز المخ والتخلل وسط خلاياه مما يجعل من الصعب أن يتخلى مريض الفودو عن هذا المخدر القاتل.
يجتذب مخدر الفودو بعض المستخدمين لأنها لا تظهر في تحليل البول، ويُعتبر سعرها رخيص نسبياً مقارنة بأنواع المخدرات الأخرى، مما ساعد هذه المخدرات على شق طريقها نحو المراهقين بسرعة كبيرة.
يسبب تعاطي الفودو العديد من المشاكل الصحية و النفسية و الاجتماعية الخطيرة، ومن أبرزها:
- الاصابة بالجنون ، و الهلاوس السمعية والبصرية.
- ظهور صديد في الكلية وبداية الفشل الكلوي.
- تآكل فى الخلايا العصبيه والجهاز العصبى وتدميرة.
- نوبات ذعر وتشنجات لكل أعضاء الجسم.
- قلة النشاط وعدم تقدير المسافات.
- هبوط حاد فى الجهاز التنفسي.
- تدمير خلاايا المخ العصبية.
- عدم تدفق الدم داخل الشعيرات الدموية.
- إحمرار الوجه وتوسع فى حدقة العين.
- الاحتقان الشديد و تغييرات فى نبرات الصوت.
- تثبيط الجهاز العصبي وتلف بخلايا الدماغ.
- قد يؤدى مخدر الفودو الى توقف القلب والتسبب في الموت المفاجئ.
- الإصابة بالبارانويا والتحول إلى السلوك العدواني الغير مُبرر.
- الفودو يمنع الافراز الطبيعي لمادة الاندورفين التي تُعّدْ من أهم مسكنات الألم التى تُفرز طبيعياً من جسم الإنسان ، وبالتالي يُصبح الجسم معتمداً اعتماداً كاملاً على المخدر الصناعي.
- صعوبة التنفس وضيق النفس.
- تخدير الجهاز العصبي تماما ومسح الذاكرة والإصابة بضمور المخ.
- قد يصل مُدمن الفودو إلى اعتلال سلوكي شديد على عكس طبيعته مما يؤدي به إلى ايذاء نفسه أو أسرته أو أصدقائه.
- انفصال المدمن عن محيطه المجتمعي نتيجة سلوكه العنيف وتقلباته المزاجية الغير مفهومة للآخرين.
- يحفز مخدر الفودو كل العوامل الجسدية والنفسية كالفصام، الاضطراب الوجداني، القلق، الاكتئاب المزمن، مما قد يؤدي إلى الانتحار.
- ادمان الفودو أو الادمان بشكل عام غالبًا ما يصاحبه سلوكيات غير سوية قد تؤدي إلى انتقال أنواع خطيرة من العدوى مثل الايدز وفيروس الالتهاب الكبدي سي و فيروس بي.
يبدأ علاج ادمان الفودو فى مركز طريق الحرية بسحب المخدر من الجسم ومعالجة الأعراض الانسحابية التى تختلف حسب مدة تعاطي المدمن للفودو وتركيبة نوع الفودو الذي يتعاطاه. و المقصود بالأعراض الانسحابية فى الادمان هي مجموعة من الأعراض الفسيولوجية التي تصيب المُدمن عند إقلاعه عن تعاطي المادة المخدرة أو المنشطة التى تعوَّد على تعاطيها بانتظام.
تشتمل الأعراض الانسحابية لادمان الفودو على العديد من العلامات الجسدية والنفسية تتنوع ما بين ضيق الأوعية الدموية ، فقدان في الشهية مما يؤدي إلى النحافة والضعف العام ، اختلال توازن الجسم ، بالاضافة أن البعض قد تنتابه نوبات صرعية كبرى وبعضهم قد ينتابهم هلاوس بصرية وسمعية ، الاكتئاب المُزمن و الميول الانتحارية ، العصبية الزائدة وسرعة الانفعال ، كما يُصاب البعض أحياناً بفقدان الذاكرة المؤقت.
لذلك فالتوقف المفاجيء عن تعاطي الفودو لابد أن يكون تحت إشراف طبي و في مكان مختص في العمل على إخراج السموم من الجسم ومواجهة الأعراض الانسحابية.
يعتمد الأطباء و خبراء علاج الادمان فى مركز طريق الحرية عند علاج مرضى ادمان الفودو على برنامج علاجي دوائي ونفسي وسلوكي متكامل، و من أبرز مكوناته:
- تقييم حالة المُدمن الصحية والنفسية والاجتماعية ، و التى على أساسها يتم تعديل و تخصيص نقاط البرنامج العلاجي الأخرى.
- كورسات الأدوية التى تساعد فى مواجهة الأعراض الانسحابية لإدمان الفودو و تقليل حدتها مثل مضادات الاكتئاب وأدوية اضطرابات الجهاز الهضمي ومضادات الأرق.
- برنامج غذائي صحي لتطهير الجسم من السموم، تم وضعه من قِبلْ أخصائيّ التغذية مركز طريق الحرية.
- ممارسة الرياضة و الأنشطة الترفيهية يومياً مما يعمل على تنشيط الدورة الدموية و زيادة سرعة خروج المخدر من الجسم، بالإضافة لتحسين الصحة النفسية للمريض.
- برامج و جلسات خاصة بالتعديلات السلوكية للمدمن.
- تثقيف وتوعية صحية خاصة تستهدف أسرة المدمن والمحيطين به.
- استشارات فردية للمدمن حسب حاجته.
- استعمال نموذج الاثنتي عشرة خطوة لدعم المدمن.
- اختبار مستويات المخدر في الدم بشكل دوري.
- تشجيع ودفع المدمن للاندماج في أنشطة بعيدة عن البيئة التي دفعته إلى الإدمان.
- حثّ أسرة المُدمن أو أصدقاؤه أو شريك/ة الحياة على توفير الدعم العاطفي و المعنوي بشكل متواصل له.
- التأكد من ابعاد المُدمن عن الصحبة السيئة التي ترتبط بتناول الفودو.
- المتابعة الدورية للمريض بعد انتهاء العلاج للحرص على عدم حدوث أى انتكاسات تؤدى إلى عودته للادمان.