الترامادول (بالإنجليزية: Tramadol) هو عبارة عن مادة مخدرة تستخدم في الأغراض الطبية على هيئة عقار أو دواء لتسكين الآلام المتوسطة والحادة، ينتمي الترامادول مع بعض العقاقير الأخرى إلى مجموعة الأفيونات، أو مجموعة المسكنات الأفيونية التي تسمى باللغة الإنجليزية (Opioid Analgesic) أو الأفيونات وهو مصطلح يطلق على العقاقير التي يتم تصنيعها واستخراج المواد الفعالة فيها من مادة الأفيون المخدرة التي توجد في نبات الخشخاش.
ويُستخدم دواء الترامادول لعلاج الآلام المتوسّطة والشديدة الحادّة منها والمزمنة، ومن أشهر الأمثلة على هذه الآلام، آلام المفاصل الناتجة عن إصاباتٍ قديمة أو من جراء بعض الأمراض الروماتيزميّة.
يعمل الترامادول بعدّة طرق منها تغيير مستويات المواد الفعالة عصبياً مثل السيروتونين والنورادرينالين، ويحتاج هذا العقار إلى وصفة طبيّة من أجل الحصول عليه، ويمكن أن يُؤخذ على شكل حبوب أو عن طريق الحقن في العضل أوفي الوريد، ويمكن أخذه كتحاميل، أو محاليل للشرب، أوحبوب طويلة التأثير.
يحتاج عقار الترامادول لفترات زمنية مختلفة حسب طريقة التحضير للوصول إلى أقصى تأثير له، لكنه بشكل عام يحتاج إلى حوالي ساعة ليبدأ تأثيره وحوالي ساعتين من أجل الوصول لأعلى تأثير له على الجسم.
الترامادول كان في الأصل يعتبر من أفضل مُسكنات الآلام الآمنة لأنه يخفض من انتقال الإشارات العصبية التي تحمل الإحساس بالألم الي المخ ، ولذلك وافقت إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة الامريكية (FDA) واوصت به عام 1995م.
لكن بعد ورود بيانات على إساءة استخدام هذا العقار من قِبل الجمهور، ومراجعة شاملة أثبتت وجود أعراض انسحابية عند التوقف عن تعاطي هذا العقار، قامت إدارة مكافحة المخدرات بالولايات المتحدة الامريكية (DEA) عام (2014) بوضعه ضمن الادوية المجدولة. وفي المملكة العربية السعودية تم تصنيف الترامادول على أنه مادة مخدرة وليس دواء ، ومن ثم يتم تطبيق عقوبة الإعدام على من يقومون بتهريبه إلى الأراضي السعودية ، كما يتم تطبيق عقوبة السجن لمدة قد تصل إلى عشرون عاماً على من يثبت عليه ادمان الترامادول.
قد تبينت فاعلية الترامادول في علاج الآلام عند استخدامه لفترة قصيرة و وفقاً لإشراف و متابعة الطبيب، ولكن الاستخدام المتكرر الممتد للترامادول دون إشراف الطبيب يؤدي الي اعتماد الجسم عليه سريعا وادمانه. ويتلخص ادمان أى مادة بشكل عام في الاعتمادية على تلك المادة وعدم قدرة الشخص المدمن على القيام بالأنشطة العادية (التفكير ــ العمل) دون أن يتعاطاها، حيث يكون بمثابة الطاقة التي تحركه.
و قد انتشر إدمان الترامادول في كثير من الدول العربية وسط الكثير من الناس اعتقاداً منهم أنه يعالج مشكلة سرعة القذف أو يُحسن الأداء الجنسي عند خلطه مع الفياجرا ، و لكن الحقيقة هي العكس تماماً حيث إن إستخدام الترامادول على المدى الطويل يؤدي إلى إنعدام القدرة على الإنتصاب والعجز الجنسي. كما أدمنه فئة أخرى من الناس اعتقاداً منهم أنه يساعد على تحمل المجهود الشاق وساعات العمل الطويلة.
على المدى الطويل يسبب تعاطي عقار الترامادول العديد من المشاكل الصحية و النفسية و الاجتماعية الخطيرة، ومن أبرزها:
يبدأ علاج ادمان الترامادول فى مركز طريق الحرية بسحب المخدر من الجسم ومعالجة الأعراض الانسحابية التى تستمر من 5 إلى 10 أيام حسب مدة تعاطي المدمن لعقار الترامادول. و المقصود بالأعراض الانسحابية فى الادمان هي مجموعة من الأعراض الفسيولوجية التي تصيب المُدمن عند إقلاعه عن تعاطي المادة المخدرة أو المنشطة التى تعوَّد على تعاطيها بانتظام.
تشتمل الأعراض الانسحابية لادمان الترامادول على العديد من العلامات الجسدية والنفسية تتنوع ما بين الصداع الشديد وعدم النوم ، اآلام شديدة بالظهر ولعثمة باللسان ورعشة بالأطراف ، فقدان الشهية وعدم الرغبة فى تناول الطعام ، بالاضافة أن البعض قد تنتابه نوبات صرعية كبرى وبعضهم قد ينتابهم هلاوس بصرية وسمعية ، الاكتئاب المُزمن و الميول الانتحارية ، العصبية الزائدة وسرعة الانفعال ، كما يُصاب البعض أحياناً بفقدان الذاكرة المؤقت.
لذلك فالتوقف المفاجيء عن تعاطي الترامادول لابد أن يكون تحت إشراف طبي و في مكان مختص في العمل على إخراج السموم من الجسم ومواجهة الأعراض الانسحابية.
يعتمد الأطباء و خبراء علاج الادمان فى مركز طريق الحرية عند علاج مرضى ادمان الترامادول على برنامج علاجي دوائي ونفسي وسلوكي متكامل، و من أبرز مكوناته: