الكوكايين (الكراك) يدخل في إطار المخدرات المنشطة ذات التأثير القوي و السريع على الجهاز المركزى العصبى للإنسان، و يستخرج من أوراق نبات الكوكا المنتشر فى بلدان أمريكا الجنوبية عن طريق طحن أوراقه، و يُباع على هيئة مسحوق بلورى أبيض.
الكوكايين منبه، أي أنه يزيد من نشاط الجهاز العصبي، ويُسبب زيادة مفاجئة في سرعة ضربات القلب وضغط الدم. كما يولّد شعورًا بسعادة وهمية، ويشعُر المتعاطي بالتنبه والقوة، ويبدو له أن تفكيره أوضح وأفضل من المعتاد. أيضاً يتولد بين حين وآخر شعور قوي بالخوف وعدم الارتياح بدلاً من الشعور المنتظر بالنشوة.
يُعرف الكوكايين أيضاً في الأسواق بمسميات مختلفة، من بينها: كوكا – تشارلي – سنو – بدور – وايت دراجون – توت – بيرسي.
لم يكن تعاطي الكوكايين دائماً الغرض منه الشعور بالسعادة أو القوة الوهمية ، حيث كان يصفه الأطباء لمرضاهم كعلاج للعديد من الأمراض مثل اضطراب الهضم واضطراب الملانخوليا وعلاج أمراض الأعصاب، وفي عام 1884م أعلن كارل كولر في المؤتمر الوطني في هيدلبرج فضيلة التخدير الموضعي للكوكايين وامكانية استخدامه في إجراء جراحات العيون.
لاحقاً، بدأ العديد من الأشخاص الإقبال على تعاطي الكوكايين كمادة مخدرة ادمانية لا يُمكنهم التوقف عن تعاطيها نتيجة اعتماد الجسم عليها بشكل كبير، ورغبةً في الوصول للحالة العقلية التي يخلفها تأثير هذا المخدر والتي تتمثل في الابتهاج والثقة بالنفس واليقظة وغيرها من الأعراض الأخرى.
للأسف، انتشر ادمان الكوكايين بشكل مخيف، بل وتعددت أنواع و طرق التعاطي لتلك المادة المُخدرة، حيث يوجد ثلاثة أنواع رئيسية من مخدر الكوكايين و المعروفة والمنتشرة على مستوى العالم:
- مسحوق الكوكايين الذي يتم تعاطيه من خلال الشم.
- الكوكايين (الكراك) والذي يتم تحضيره في صورة صخور أو كريستالات بغرض تعاطيه عن طريق التدخين.
- الكوكايين (الفريز) وهو الذي يمكن أن يتم تعاطيه من خلال الحقن.
يسبب تعاطي الكوكايين العديد من المشاكل الصحية و النفسية و الاجتماعية الخطيرة، ومن أبرزها:
- الاصابة بالجنون ، و الهلاوس السمعية والبصرية.
- تآكل فى الخلايا العصبيه والجهاز العصبى وتدميرة.
- نوبات ذعر وتشنجات لكل أعضاء الجسم.
- قلة النشاط وعدم تقدير المسافات.
- هبوط حاد فى الجهاز التنفسي.
- تدمير خلاايا المخ العصبية.
- عدم تدفق الدم داخل الشعيرات الدموية.
- إحمرار الوجه وتوسع فى حدقة العين.
- الاحتقان الشديد و تغييرات فى نبرات الصوت.
- تثبيط الجهاز العصبي وتلف بخلايا الدماغ.
- قد يؤدى مخدر الكوكايين الى توقف القلب والتسبب في الموت المفاجئ.
- الإصابة بالبارانويا والتحول إلى السلوك العدواني الغير مُبرر.
- الكوكايين يمنع الافراز الطبيعي لمادة الاندورفين التي تُعّدْ من أهم مسكنات الألم التى تُفرز طبيعياً من جسم الإنسان ، وبالتالي يُصبح الجسم معتمداً اعتماداً كاملاً على المخدر الصناعي.
- صعوبة التنفس وضيق النفس.
- تخدير الجهاز العصبي تماما ومسح الذاكرة والإصابة بضمور المخ.
- قد يصل مُدمن الكوكايين إلى اعتلال سلوكي شديد على عكس طبيعته مما يؤدي به إلى ايذاء نفسه أو أسرته أو أصدقائه.
- انفصال المدمن عن محيطه المجتمعي نتيجة سلوكه العنيف وتقلباته المزاجية الغير مفهومة للآخرين.
- يحفز مخدر الكوكايين كل العوامل الجسدية والنفسية كالفصام، الاضطراب الوجداني، القلق، الاكتئاب المزمن، مما قد يؤدي إلى الانتحار.
- ادمان الكوكايين أو الادمان بشكل عام غالبًا ما يصاحبه سلوكيات غير سوية قد تؤدي إلى انتقال أنواع خطيرة من العدوى مثل الايدز وفيروس الالتهاب الكبدي سي و فيروس بي.
يبدأ علاج ادمان الكوكايين فى مركز طريق الحرية بسحب المخدر من الجسم ومعالجة الأعراض الانسحابية التى تختلف حسب مدة تعاطي المدمن للكوكايين وحجم وأنواع الجرعات التي كان يتعاطاها. و المقصود بالأعراض الانسحابية فى الادمان هي مجموعة من الأعراض الفسيولوجية التي تصيب المُدمن عند إقلاعه عن تعاطي المادة المخدرة أو المنشطة التى تعوَّد على تعاطيها بانتظام.
تشتمل الأعراض الانسحابية لادمان الكوكايين على العديد من العلامات الجسدية والنفسية تتنوع ما بين ضيق الأوعية الدموية ، فقدان في الشهية مما يؤدي إلى النحافة والضعف العام ، اختلال توازن الجسم وتنميل الجلد ، بالاضافة أن البعض قد تنتابه نوبات صرعية كبرى وبعضهم قد ينتابهم هلاوس بصرية وسمعية ، الاكتئاب المُزمن و الميول الانتحارية ، العصبية الزائدة وسرعة الانفعال ، كما يُصاب البعض أحياناً بالبارانويا.
لذلك فالتوقف المفاجيء عن تعاطي الكوكايين لابد أن يكون تحت إشراف طبي و في مكان مختص في العمل على إخراج السموم من الجسم ومواجهة الأعراض الانسحابية.
يعتمد الأطباء و خبراء علاج الادمان فى مركز طريق الحرية عند علاج مرضى ادمان الكوكايين على برنامج علاجي دوائي ونفسي وسلوكي متكامل، و من أبرز مكوناته:
- تقييم حالة المُدمن الصحية والنفسية والاجتماعية ، و التى على أساسها يتم تعديل و تخصيص نقاط البرنامج العلاجي الأخرى.
- التقليل من الجرعات التي يتناولها المدمن حتي يصل الي مرحلة الصفر، حيث تستغرق مرحلة سحب المخدر من الجسم مدة تتراوح ما بين 7 الى 45 يوماً وفقاً للكمية التي كان المدمن يتعاطاها ومدة التعاطي.
- كورسات الأدوية التى تساعد فى مواجهة الأعراض الانسحابية لإدمان الكوكايين و تقليل حدتها مثل مضادات الاكتئاب وأدوية اضطرابات الجهاز الهضمي ومضادات الأرق.
- برنامج غذائي صحي لتطهير الجسم من السموم، تم وضعه من قِبلْ أخصائيّ التغذية مركز طريق الحرية.
- ممارسة الرياضة و الأنشطة الترفيهية يومياً مما يعمل على تنشيط الدورة الدموية و زيادة سرعة خروج المخدر من الجسم، بالإضافة لتحسين الصحة النفسية للمريض.
- برامج و جلسات خاصة بالتعديلات السلوكية للمدمن.
- تثقيف وتوعية صحية خاصة تستهدف أسرة المدمن والمحيطين به.
- استشارات فردية للمدمن حسب حاجته.
- استعمال نموذج الاثنتي عشرة خطوة لدعم المدمن.
- اختبار مستويات المخدر في الدم بشكل دوري.
- تشجيع ودفع المدمن للاندماج في أنشطة بعيدة عن البيئة التي دفعته إلى الإدمان.
- حثّ أسرة المُدمن أو أصدقاؤه أو شريك/ة الحياة على توفير الدعم العاطفي و المعنوي بشكل متواصل له.
- التأكد من ابعاد المُدمن عن الصحبة السيئة التي ترتبط بتناول الكوكايين.
- المتابعة الدورية للمريض بعد انتهاء العلاج للحرص على عدم حدوث أى انتكاسات تؤدى إلى عودته للادمان.