علاج ادمان الكحول

ما هو الكحول؟

يُعرف الكحول بالإيثانول أو الكحول الإيثيلي، وهو المكون الموجود في الخمرة والنبيذ والمشروبات الروحية التي تسبب السُكْر. يتم صناعة النبيذ من العنب، والبيرة من الشعير، والفودكا من السكر في البطاطس أو البنجر أو غيرها من النباتات.

يعمل الكحول على خفض ضغط الجهاز العصبي عند تناوله بجرعات كبيرة. كما يسبب ايضاً الكحول تأثيرات على كل عضو في الجسم وهذه الآثار تعتمد على نسبة تركيز الكحول الذي يدخل إلى الجسم. تختلف آثار الكحول من شخص لآخرحيث تعتمد كيفية تأثير الكحول على الشخص على العديد من الأشياء بما في ذلك الحجم ومدي تركيزها وجودتها، وأيضًا ما إذا كان الشخص معتادًا عليها وما إذا كان يتم تناول أدوية أخرى. لذلك لا يوجد مستوى آمن لاستخدام الكحول حيث يمكن أن تحدث آثارًا جانبية غير مرغوب فيها.

ادمان الكحول

إدمان الكحول هو مرض قد يصيب الأشخاص في مُختلف الأعمار والطبقات. فقد حاول الخبراء تحديد عوامل مثل الوراثة أو الجنس أو العرق أو الاقتصاد الاجتماعي الذي قد يهيئ شخص ما لإدمان الكحول ولكن تأكدوا أن ليس له سبب محدد. يُمكن أن تسهم جميع العوامل النفسية والجينية والسلوكية في الإصابة بالمرض، لذلك لابُد لنا من إدراك أن إدمان الكحول هو مرض حقيقي يُهدد حياة مُدمن الكحول والمُحيطين به.

يُمكن للكحول أن يُسبب تغييرات في طريقة عمل الدماغ والكيمياء العصبية، وبالتالي فإن الشخص المصاب بإدمان الكحول قد لا يكون قادرًا على التحكم في تصرفاته. يُمكن أن يُظهر إدمان الكحول نفسه بعدة طرق. تختلف شدة المرض، وعدد المرات التي يشرب فيها شخص ما، والكحول الذي يستهلكه من شخص لآخر. بعض الناس يشربون الخمر بشكل كبير طوال اليوم، بينما يشرب آخرون بشراهة ثم يظلوا متيقظين لفترة من الوقت. بغض النظر عن الشكل الذي يبدو عليه الإدمان، عادة ما يكون لدى شخص ما إدمان على الكحول إذا كان يعتمد بشكل كبير على الشرب ولا يمكنه البقاء متيقظًا لفترة طويلة من الزمن.

أضرار ادمان الكحول

يجب أن نعلم أن تناول الكحول بكميات كبيرة قد يكون له آثار واسعة وبعيدة المدى على المخ تتراوح ما بين “الانزلاقات” البسيطة في الذاكرة إلى الاثار الدائمة التي تتطلب رعاية مدى الحياة. حتى الشرب المعتدل يؤدي إلى اضرار سلبية، كما يتضح من الأبحاث العديدة حول تأثير الشرب على القيادة.

هناك عدد من العوامل التي تؤثر على كيفية وإلى أي مدى يؤثر الكحول على المخ، من أهمها:

  • كم مرة يشرب الشخص
  • السن الذي بدأ فيه الشُرب
  • الفترة التي يشرب فيها
  • السن الحالي للفرد ومستوى التعليم والجنس والخلفية الوراثية وتاريخ الأسرة لإدمان الكحول
  • حالة الفرد الصحية بشكل عام

ادمان الكحول بشكل عام سواء على المدي القصير أو الطويل له عوقب وخيمة، ليس فقط على المُدمن نفسه بل على المُحيطين به أيضاً.

أضرار على مدمن الكحول

  • السبب الرئيسي الثالث للوفاة التي يمكن الوقاية منها.
  • ما يقرب من نصف وفيات أمراض الكبد بسبب الكحول.
  • شرب الكحول يعرض الفرد أيضًا لخطر الإصابة بالعديد من الأمراض الأخرى، بما في ذلك سرطانات الفم والمريء والبلعوم والحنجرة والكبد والثدي.
  • تعاطي الكحول خلال سنوات المراهقة يمكن أن يتداخل مع نمو المخ الطبيعي.
  • اضطرابات في الجهاز الهضمي.
  • زيادة خطر حدوث التهاب البنكرياس والقرحة.
  • ضرر للدماغ والجهاز العصبي.
  • تفكير مشوش وفقدان الذاكرة.
  • تضرر الأداء الهرموني.
  • زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

أضرار على المُحيطين به

  • التعرُّض للمضايقة أو الإزعاج أو الإهانة بأي طريقة من مُدمن الكحول
  • الشعور بالتهديد أو الخوف من تصرفاته الغير متوقعة
  • التعرُّض للضرب أو الاعتداء أو الأذى الجسدي من قِبل الشخص المُدمن على الكحول
  • اصابات الحوادث المرورية و التي قد تصل إلى الوفاة نتيجة القيادة تحت تأثير الكحول، حيث تبدأ احتمالات وقوع الحوادث في مستوى متدني من تركيز الكحول في الدم وتزيد زيادة كبيرة إذا زاد تركيز الكحول في دم السائق على 0.04 غ/ دل.
علاج ادمان الكحول فى مركز طريق الحرية لعلاج الادمان و الطب النفسي

قبل البدء في علاج إدمان الكحول فى مركز طريق الحرية لعلاج الادمان و الطب النفسي، يجب على المُدمن قبول أن لديه مشكلة يحتاج إلى حلها. فمواجهة وقبول أن شرب الخمر له تأثير سلبي على حياته ليس بالأمر السهل لكنه الخطوة الأساسية في طريق الاقلاع عن الكحوليات والعلاج.

يبدأ علاج ادمان الكحول فى مركز طريق الحرية بمعالجة الأعراض الانسحابية التى عادةً ما تبدأ في خلال ساعات بعد التوقف عن الشرب، ثم تصل إلى الذروة خلال يوم أو يومين، وتتحسن بعد 5 أيام.

و المقصود بالأعراض الانسحابية فى الادمان هي مجموعة من الأعراض الفسيولوجية التي تصيب المُدمن عند إقلاعه عن شُرب الكحول أو الذي تعود على تناوله بانتظام. تشتمل الأعراض الانسحابية لادمان الكحول على العديد من العلامات الجسدية والنفسية تتنوع ما بين الالصداع وآلام الرأس ،الغثيان، التعرق ،الرغبة في التقيؤ، القلق والشعور بالاجهاد ،تقلصات المعدة والإسهال ،اضطرابات النوم وفقدان التركيز، ارتفاع معدل ضربات القلب وضغط الدم ، بالاضافة أن البعض قد تنتابه نوبات اكتئاب مُزمنه.

لذلك فالتوقف المفاجيء عن الكحول لابد أن يكون تحت إشراف طبي و في مكان مختص في العمل على إخراج السموم من الجسم ومواجهة الأعراض الانسحابية. يعتمد الأطباء و خبراء علاج الادمان فى مركز طريق الحرية عند علاج مرضى ادمان الكحول على برنامج علاجي دوائي ونفسي وسلوكي متكامل، و من أبرز مكوناته:

  1. تقييم حالة المُدمن الصحية والنفسية والاجتماعية ، و التى على أساسها يتم تعديل و تخصيص نقاط البرنامج العلاجي الأخرى.
  2. الديتوكس، وهو نظام غذائي لتخليص الجسم من السموم. تأتي تلك المرحلة بعد التوقف تمامًا عن تناول الكحوليات، وقد تصاحبها الكثير من أعراض الانسحاب الصعبة كالهلاوس والهذيان الارتعاشي، وقد تؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة. لذلك، لا بد من توافر الإشراف الطبي خلال تلك المرحلة من علاج ادمان الكحول لتفادي المضاعفات الخطيرة.
  3. كورسات الأدوية التى تساعد فى مواجهة الأعراض الانسحابية لإدمان الكحول و تقليل حدتها مثل مضادات الاكتئاب وأدوية اضطرابات الجهاز الهضمي ومضادات الأرق.
  4. برنامج غذائي صحي لتطهير الجسم من السموم، تم وضعه من قِبلْ أخصائيّ التغذية مركز طريق الحرية.
  5. ممارسة الرياضة و الأنشطة الترفيهية يومياً مما يعمل على تنشيط الدورة الدموية و زيادة سرعة خروج الكحول من الجسم نهائياً، بالإضافة لتحسين الصحة النفسية للمريض.
  6. برامج و جلسات خاصة بالتعديلات السلوكية للمدمن.
  7. تثقيف وتوعية صحية خاصة تستهدف أسرة المدمن والمحيطين به.
  8. استشارات فردية للمدمن حسب حاجته.
  9. استعمال نموذج الاثنتي عشرة خطوة لدعم المدمن.
  10. اختبار مستويات الكحول في الدم بشكل دوري.
  11. تشجيع ودفع المدمن للاندماج في أنشطة بعيدة عن البيئة التي دفعته إلى الإدمان.
  12. حثّ أسرة المُدمن أو أصدقاؤه أو شريك/ة الحياة على توفير الدعم العاطفي و المعنوي بشكل متواصل له.
  13. التأكد من ابعاد المُدمن عن الصحبة السيئة التي ترتبط بتناول الكحول.
  14. المتابعة الدورية للمريض بعد انتهاء العلاج للحرص على عدم حدوث أى انتكاسات تؤدى إلى عودته للادمان.